اليوم الدولي للتوحد.. 70 مليون شخص خلف جدران العزلة
يحتفل به في 2 إبريل من كل عام
خلف جدران العزلة، يعيش نحو 70 مليون شخص في العالم أسرى لمرض التوحد والمعروف علميا باسم "اضطرابات طيف التوحد".
ويحيي العالم اليوم الدولي للتوحد، في 2 إبريل من كل عام، لتسليط الضوء على أهمية تحسين نوعية حياة الذين يعانون من التوحد.
والتوحد هو مجموعة من الاعتلالات المتنوعة المرتبطة بنمو الدماغ، ويعاني نحو طفل من كل 100 طفل من مرض التوحد.
وعرفت الأوساط الطبية مرض التوحد، بأنه حالة عصبية تظل مع الشخص المصاب مدى الحياة، ويبدأ ظهورها في مرحلة الطفولة المبكرة، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي.
وتتباين قدرات الأشخاص المصابين بالتوحد واحتياجاتهم ويمكن أن تتطور مع مرور الوقت، وقد يتمكن بعض الأشخاص المصابين بالتوحد من التمتع بحياة مستقلة، غير أن بعضهم الآخر يعاني من إعاقات وخيمة ويحتاج إلى الرعاية والدعم مدى الحياة.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، يعتبر معدل التوحد في جميع مناطق العالم مرتفعاً، ولذلك من الضروري أن تكون الرعاية التي تستهدف المصابين بالتوحد مصحوبة بإجراءات اجتماعية ومجتمعية لمزيد من التيسير والشمول والدعم.
لكن ما يجعل الأمر صعباً في التعامل مع التوحد هو غموض المعلومات والمفاهيم المغلوطة المتداولة عنه، وذلك رغم الاهتمام الكبير من قبل الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية.
ما هو التوحد؟
عرفت المعاهد العالمية مرض التوحد أو الذاتوية بأنه أحد الاضطرابات التابعة لمجموعة من اضطرابات التطور، وغالبا ما يظهر في سن الرضاعة قبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات.
ورغم اختلاف خطورة وأعراض مرض التوحد من حالة إلى أخرى، فإن جميع اضطرابات الذاتوية تُؤثر على قدرة الطفل على الاتصال مع المحيطين به وتطوير علاقات متبادلة معهم.
وتُظهر التقديرات أن واحداً من بين كل 100 طفل يُعانون من مرض التوحد، أي يعاني منه نحو 70 مليون شخص حول العالم.
ولا يوجد علاج لمرض التوحد حتى الآن، لكن التشخيص المبكر يُمكنه أن يُحدث تغييرًا ملحوظًا وجديًا في حياة الأطفال المصابين بهذا الاضطراب.
تقديرات صادمة
بدوره، قال رئيس قسم الاضطرابات الانفعالية والسلوكية بجامعة مصر (خاصة) أسامة فاروق، إن مريض التوحد يعتبر من الأفراد الذين يتميزون بذكاء كبير تفوق نسبته الكثير من الأصحاء، وبالتالي فإن ما يتداول عن المرضى بأنهم متأخرون عقلياً عاري تماما من الصحة.
وأوضح فاروق لـ"جسور بوست" أن التوحد عبارة عن مجموعة من اضطرابات النمو العصبي، والتي تصيب المريض بحالة من العجز عن التواصل الاجتماعي والسلوكيات النمطية التكرارية المقيدة.
وأضاف: "الأزمة الحقيقية في هذا المرض أنه يتزايد بشكل سريع، وتعتبر نسبة الإصابة عالية جداً في الوقت الحالي، كما أن أطباء أحيانا يخطئون في تشخيص المرض، ما يعطل التشخيص وسرعة التعامل مع الحالات".
وتابع: "أهم عناصر التشخيص لاضطراب طيف التوحد هو إصابتهم بقلة التواصل، حيث يواجه الأطفال المصابين صعوبة في فك أو فهم لغة الجسد أو الإيماءات أو نبرة الصوت، إضافة إلى المشكلات المتعلقة بالتواصل والعلاقات الاجتماعية، ويمكن معرفة ما إذا كان الطفل مصابًا بالتوحد من عمر 3 أشهر".
وبتقديرات صادمة، قال أسامة فاروق: "بسبب عدة عوامل أبرزها ضعف التوعية بالمرض، يصل نحو 75 بالمئة من الأطفال المصابين إلى الإعاقة العقلية".
أبرز سمات التوحد
من جانبها، أوضحت أخصائية التخاطب ومرض التوحد جيهان طاهر، أن إحساس الطفل بالرفض من والديه وعدم إحساسه بعاطفتهما، يؤدي إلى إصابة الطفل المصاب بعدة أمراض نفسية أهمها الانسحاب من محيط الأسرة، وما يترتب على ذلك من الانطواء ورهاب التجمعات.
وعن طرق الوقاية من الإصابة بالتوحد، قالت طاهر: "هذا الأمر يبدأ من قبل الزواج، حيث يجب إجراء التحاليل اللازمة التي تعطي مؤشرات عن مدى توافق الزوجين، والاهتمام بالأم أثناء فترة الحمل واتباع تعليمات الطبيب والاهتمام بالتغذية السليمة".
وشدد استشاري الصحة النفسية محمد سراج الدين، على أن من بين عوامل الوقاية من مرض التوحد أو على الأقل اكتشافه بشكل مبكر، متابعة سلوكيات الطفل منذ اليوم الأول للميلاد.
وتابع: "كثير من الأهالي يعتبرون أن عدم انصياع الأطفال للأوامر، يرجع لمشكلة في حاسة السمع، ما يؤدي إلى تأخر تشخيص الحالة بشكل يؤدي في كثير من الحالات إلى تفاقمها".
أمّا أبرز السمات التي يتصف بها مريض التوحد، فأوجزها سراج الدين في "الفتور العاطفي الشديد، والانطوائية والعزلة، واللعب منفردًا أو إيذاء الذات جسديا، ورفض الملامسات الحسية".